صعوبات النطق عند الطفل

صعوبات النطق عند الطفل
تشكو بعض الأمهات من صعوبات في النطق لدى أطفالهن، وعديدة هي تلك المشكلات، فمن صعوبة نطق بعض الأحرف، إلى انحباس الكلام وهو ما يسمى بـ «الحبسة الكلامية» ما يدعو بالأم إلى القلق والخوف من استمرار هذه الحالة، وبالتالي تعرض طفلها للحرج والسخرية من قبل رفاقه في الروضة والمدرسة فيما بعد.

من مشكلات النطق: التأتأة - اللجلجة - اللثغة - الحبسة الكلامية - ويمكن للأم في حالة معاناة طفلها من إحدى هذه المشكلات أن تعالجه في البيت من خلال تدريبه وفقاً لبرنامج تدريبي يضعه اختصاصيو النطق أو الاختصاصي النفسي، يتم من خلاله تعليمه كيف يستخدم صوته ويدربه ليستطيع إخراج الحروف بشكل أقرب ما يكون إلى السليم.‏

ما العوامل المؤهبة لنشوء صعوبات النطق لدى الطفل؟‏

هناك عدة أسباب، فإما يكون منشؤها وراثياً، كأن يكون أحد أفراد العائلة من أهل الأم أو الأب يعاني من هذه المشكلة، وتكثر هذه الحالة في زواج الأقارب، وأحياناً يكون السبب نفسياً بحتاً، كالغيرة مثلاً حيث تلعب دوراً كبيراً في تكوين هذه المشكلة، مثال ذلك، عندما يأتي أخ جديد، فتتحرك الغيرة عند الأخ الأكبر عندما يفشل في تفريغ هذه الغيرة من خلال محاولات الإيذاء ولفت الأنظار، عندها تتبدى هذه الغيرة بعيوب في النطق.‏

ومن الأسباب ما يعود إلى الحالة الاجتماعية أو البيئية، فمن المعروف أن الأطفال يحبون التقليد، وعندما يذهبون إلى الروضة، ويسمعون أحد الأطفال ينطق بطريقة غير سليمة فيقلدونه، كذلك تقليد بعض الأشخاص الذين يظهرون في البرامج التلفزيونية، فتثبت لديهم هذه العادة.‏

كيف يمكن للأم أن تتفادى حدوث هذه المشكلة؟‏

طبعاً للأم دور هام جداً، خاصة لأنها هي من تتولى رعاية الطفل والعناية به بصفة دائمة، فلو أهملت هذه الحالة، فإنها ستصبح عاهة أو نوعاً من أنواع الإعاقة لدى الطفل، وبالتالي ستصبح لديه العديد من المشكلات في البيت ومن ثم في المدرسة.‏

ويكمن دور الأم في أن تقوم بتدريب طفلها منذ بداية كلامه على طريقة النطق السليمة، وألا تتكلم معه ككلام الأطفال، أي بكلمات ناقصة الأحرف أو مشوهة وغير واضحة، بل تتكلم معه كما لو كان كبيراً، ويمكن لها أن تقوم بالتدريب على طرق النطق الصحيحة، من خلال تثقيف نفسها في هذا المجال عن طريق الانترنت والتلفزيون والمجلات المتخصصة.‏

ما الأمور الواجب مراعاتها خلال معالجة حالات صعوبة النطق؟‏

في البداية على الأم أن تحدد سبب المشكلة لوضع الحلول المناسبة، فإن كانت وراثية كأن يكون أخوه أو عمه أو خاله لديه مثل هذه الحالة، عليها أن تحاول إبعاده عن الشخص المشابه له، أثناء فترة التدريب، حتى لا يستمر بتقليده، وتترسخ لديه هذه العادة، أما إن كانت نفسيه، فيجب معرفة سبب المشكلة، لمحاولة حلها، فما فائدة التدريب إن كان ما زال يعاني نفسياً؟‏

وإن نفت الأسباب السابقة الذكر، عليها أن تبحث في بيئته الخارجية، بعيداً عن إطار الأسرة بين الأصحاب والرفاق في الحضانة أو الروضة أو المدرسة، أو حتى ما يشاهده من برامج تلفزيونية فإذا توصلت لمعرفة السبب، عليها إبعاد الطفل عنه، ثم البدء بالتدريب، من خلال برنامج خاص مناسب لحالته، يضعه اختصاصي بعلاج هكذا حالات، وتقوم هي بتطبيقه في البيت.‏

ما الأسس التي تعتمد عليها برامج التدريب على النطق السليم؟‏

بصورة عامة يتركز التدريب في جميع الحالات على تنظيم عمليات التنفس، من حيث إدخال الشهيق وإخراج الزفير، وتعليمه كيفية تنظيم هاتين العمليتين، وهذه العملية مهمة جداً في علاج الحبسة الكلامية والتأتأة واللجلجة؟‏

أما في حالة عدم القدرة على نطق بعض الأحرف بشكل سليم مثل «السين والشين والظاء والراء» فينبغي معرفة السبب إن كان تشوهاً بالأسنان، أو وجود فتحة في سقف الحلق أو شفة الأرنب، فيتم علاج هذه التشوهات قبل البدء ببرنامج التدريب، ومن ثم يدرب على طريقة نطق هذه الأحرف، مع التنويه إلى أن لكل حالة من هذه الحالات، توجد برامج تدريب خاصة.

مشكوره كثير